اهتم الفقهاء ورجال الدين وعلماء الأديان بمسألة وجود الله عزّ وجلّ، وفي المجالات الفلسفية بيَّن الفلاسفة أنَّ إثبات وجود الله عز وجل يتطلب من البشر قدرات تصورية وعقلية، بينما في المجال الديني يرى العلماء ورجال الأديان على اختلاف أديانهم بأنّ برهان وجود الله عز وجل يكون من خلال الإيمان بالغيب، لهذا تثير هذه المسألة تساؤلات عديدة أهمها الأدلة على وجود الله، وللتعرف على بعضها إليكم هذا المقال.
من الأدلة على وجود الله تعالىقبل تقديم الأدلة المختلفة على وجود الله تعالى، يجب أن نعرف أنه لا يوجد دليل مادي على وجود الله عز وجل، لأن الله تعالى غير منظور كما تشير وتبيِّن الديانات السماوية المختلفة، ولكن كلّ ما علينا أن نستنتج وجود الله من خلال مخلوقاته وخلقه الكوني، حيث تقسّم هذه الأدلة إلى ما يلي:
الأدلة الفطريةتقود الفطرة إلى معرفة وجود الله عز وجل، لأنّ الفطرة السليمة تشهد بوجود الله تعالى ولا يُمكن أن يتغاضى الإنسان عنها إلا إذا كان عاصياً وبعيداً عن ربه، فإذا كان الإنسان يحس من تلقاء نفسه سيعلم أنَّ الله خالقه وربه، وسيشعر بحاجته إليه في المصائب والشدائد المختلفة.
الأدلة الحسيّةجميع الأحداث الكونية التي تمر من حولنا تدل بشكلٍ واضح على وجود الله تعالى، ومن أهم هذه الحوادث حادثة الخلق، حيث خلق الله عز وجل جميع ما في الكون من كائنات بشرية، وأشجار، وبحار، وأنهار، وسماء، فمن المستحيل أن تتواجد هذه الأشياء صدفة، أو يتم خلقها بشكلٍ ذاتي، بل لها موجد أوجدها وخالق خلقه كما قال الله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون) [الطور: 35-36].
كما أنَّ لله عزّ وجل أعطى كل مخلوق ما يناسبه، فمثلاً خلق الله الإبل قوية ومستوية الظهر لكي تكون قادرة على حمل الإنسان والأمتعة، والتنقل من مكان لآخر وتحمل المشاق الصعبة التي لا تستطيع الأسماك تحملها على سبيل المثال.
الأدلة الشرعيةجميع الشرائع في الكون تدل على وجود الخالق، وتدل على كماله وعلمه ورحمته وحكمته لأنّ هذه الشرائع لا يُمكن أن تصدر إلا عن مشرع يتصف بالكمال، وهو الله عزّ وجلّ.
الأدلة العلمية