حدثت حرب أكتوبر بين مصر وسوريا على إسرائيل، وتسمى الحرب العربية الإسرائيلية، في اليوم السادس من شهر أكتوبر لعام 1973م عندما هاجم الجيش المصري والسوري معاً على الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل هضبة الجولان وسيناء، ولعبت العديد من الدول العربية دوراً في الحرب عن طريق الدعم العسكري والاقتصادي.
مجريات حرب أكتوبربعدما انتهى الهجوم حقق الجيش المصري والسوري الأهداف التي كان يسعى لها وراء شن الحرب على الجيش الإسرائيلي، إذ كان يوجد العديد من الإنجازات التي حققها على أرض الواقع خلال الأيام الأولى للمعركة، حيث عبر الجيش المصري قناة السويس بانتصار، وحطموا حصون خط بارليف، وتوغلوا عشرين كيلومتراً إلى الشرق داخل سيناء، كما استطاعت القوات السوريّة من التوغل إلى داخل هضبة الجولان، وقد وصلت إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.
عاد الجيش الإسرائيلي إلى قوته في نهاية الحرب، حيث تجاوز الجيش المصري على جبهته وفتح ثغرة الدفرسوار، وتمكّن من الوصول إلى الضفة الغربيّة من قناة السويس، واستطاع أن يفرض الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس، لكن فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق مكاسب استراتيجيّة سواء باحتلال مدن الإسماعيلية، أم حصار الجيش الثالث وتدميره، أم السويس، أم ردع القوات المصرية للضفة الغربيّ من القناة مرة أخرى، لكن على صعيد الجيش السوري فتمكن الجيش الإسرائيلي من احتلال هضبة الجولان من الجيش السوري.
تدخلت الولايات المتحدة محاولة منها لتعويض خسائر الجيش الإسرائيل التي نتجت عن الحرب، حيث كان ذلك من خلال عمل جسر جوي ما بين البلدين يزودها بأحدث أنواع الأسلحة وأكثرها تطوراً، لكن اعتمدت مصر وسوريا في الوقت نفسه على السلاح السوفييتي بشكل أساسي، وتمّ التوصل إلى إطلاق النار بعد العديد من الخدع والمراوغات من الجانب الإسرائيلي.
نهاية حرب أكتوبرانتهت حرب أكتوبر عندما تمّ توقيع اتفاقيات فك الاشتباك بين كافة الأطراف، والتي كان من أهم نتائجها تدمير صورة الجيش الإسرائيلي وقيادته باعتباره الجيش الذي لا يقهر، وقد تم التوقيع على معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل في السادسة والعشرون من آذار لعام 1979م، ود تم إعادة السيطرة الكاملة لمصر على سيناء وقناة السويس في الخامسة والعشرين من نيسان لعام 1982م، لكن تم في النهاية تحرير طابا من خلال التحكيم الدولي في عام 1989م.
نتائج حرب أكتوبرخرجت حرب أكتوبر بالعديد من النتائج إذ انتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقية وقف الحرب، والاشتباك في الواحد والثلاثين من شهر أيار من عام 1974م، وذلك بموجب موافقة إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة للجمهورية السورية، بالإضافة إلى إعادة ضفة قناة السويس الشرقية إلى مصر، لكن في مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة، وتم تأسيس قوة خاصة من قوات حفظ السلام الدولية من أجل مراقبة تحقيق الاتفاقية، واسترداد سيادة وسيطرة مصر على قناة السويس يعدّ من أهم نتائج الحرب، وتفوقت في إعادة جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل في شبه جزيرة سيناء.
تمكّنت من إعادة مرتفعات الجولان السورية كمدينة القنيطرة وعودتها تحت السيادة السورية، وتحطم أسطورة أنّ الجيش الإسرائيل لا يقهر وقد كان يكرر قولها القادة العسكريون لمُحتل، وما قد جرى عن هذه الحرب هو تمهيد الطريق من أجل اتفاق كامب ديفيد الذي تمّ انعقاده بين إسرائيل ومصر، وعودة الملاحة في قناة السويس عام 1975م.