يُعتبر الشّوفان من الحبوب الغنيّة بالفوائد لصحّة الإنسان، ويُعدّ من الوجبات الممتازة لبدء النهار، وخاصّة عند الأطفال وفي مرحلة البلوغ، فقد أدرك النّاس حديثاً قيمة الشّوفان الغذائيّة باحتوائه على كثيرٍ من المعادن والفيتامينات الضروريّة للجسم، فحبوب الشّوفان تحتوى على فيتامينات مهمّة مثل فيتامينات ب، كما تحتوي على الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفسفور والسيلينيوم، وتحتوي حبوب الشّوفان كذلك على الألياف القابلة للذوبان والبروتينات، ومما يميز الشوفان أنه يحتفظ بكلّ مكوّناته ابتداءً بالنواة وانتهاءً بالقشرة باختلاف أنواعه وطرق تصنيعه وطهيه.[١]
فوائد الشوفانالشّوفان مفيد للأطفال، ويُعدّ غالباً على شكل شوربة؛ فالطّفل خلال مراحل عمره الأولى يحتاج إلى المعادن الضروريّة لبناء خلايا الجسم والعظام والعضلات، فالشّوفان يحتوي على الكالسيوم الضّروري لصحّة العظام والأسنان، كما يحتوي على الفسفور المفيد لصحّة الدماغ والدّم، وإنّ الشّوفان يتميّز عن غيره من الحبوب كالقمح والشّعير باحتوائه على كميّات أقل من مادّة الجلوتين التي تسبّب أحياناً حساسيّة مفرطة مضرّة بصحّة الطّفل، كما أنّه يحتوي على كميّة أكبر من البروتين الضّروري لبناء خلايا الجسم،[٢] ويُمكن اعتماده أو إدخاله ضمن البرنامج الغذائي للطفل لسد حاجته من البروتين والتي تتراوح بين 13-52 غم من البروتين يومياً للمحافظة على صحة الطفل وتنوّع غذائه، حيث يرفض بعض الأطفال أحياناً أكل اللحوم، ويصعب عليهم مضغها، لذا يمكن تناول مصادر أخرى للبروتين كالشوفان والعدس والفول السوداني.[٥]
طريقة حفظ الشوفانتميل الأمهات إلى شراء كميات كبيرة من الأطعمة لتقديمها لأطفالهن بشكل يومي ومستمر، لكن يُنصح بعدم تطبيق هذه النظرية على الشوفان، لأنه يتعرّض للتزنُّخ بسرعة مقارنة مع باقي الأطعمة والحبوب، لذا يُنصح بشرائه باستمرار وعدم تخزينه في المنزل بكثرة، وعند تخزين وحفظ الشوفان في المنزل يُنصح بوضعه في وعاء محكم الإغلاق، في مكان بارد ومظلم وحتى مدة شهرين، من أجل الحفاظ على قيمته الغذائية ونضارة حبوبه.[١]
وقت إدراج الشوفان في البرنامج الغذائي للطفليُعتبر الشوفان واحداً من أقل الأطعمة المسبّبة للحساسيّة، لذا يُنصح بإعطاء الطفل الوجبات المكوّنة من الشوفان عند البدء بتقديم الطعام اللّيّن للطفل وهو في سنّ السّتّة شهور كغذاءٍ أوليّ، وبسبب محتواه العالي من الألياف، فإنه لا يتسبب بحدوث الإمساك لدى الأطفال خلافاً لبعض الحبوب الأخرى كالأرز الذي يسبب الإمساك.[١]
ولذلك يُنصح باستشارة الطبيب عند إضافة الشوفان إلى طعام الطفل، خاصة إذا كان هناك تاريخ للإصابة بمرض حساسية القمح أو الجلوتين (مرض السيلياك) في عائلة الطفل من أحد الأبوين، لأنّ الشوفان قد يحتوي على مواد الجلوتينين والغليادين التي تشكّل مركب الجلوتين، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور مرض تحسّس القمح إذا كان الطفل يملك القابلية الجينيّة أو المرضيّة لذلك، فعند استهلاكه الأطعمة المحتوية على الجلوتين، فإن حالته تزيد سوءاً، وعلى الرغم من ذلك فقد أُجرِيَت بعض البحوث على الشوفان وأظهرت نتائج معاكسة لما سبق، وهو أنّ بمقدور الأطفال الذين يعانون من مرض تحسّس القمح استهلاك الشوفان دون ظهور أيٍّ من الأعراض السلبيّة، والتي تظهر كردّ فعل الجسم لعدم تناول الطعام المحتوي على الجلوتين، ومن هذا الأعراض الإسهال الشديد بحسب تطوّر حالة المرض.[١]
طرق إدراج الشوفان في البرنامج الغذائي للطفلبسبب قيمة الشوفان الغذائيّة المرتفعة، وملاءمته لتحضير الأطباق الخاصة بالأطفال، يمكن إيجاد العديد من الوصفات والأطباق التي تسهّل على الأم إدراج الشوفان ضمن البرنامج الغذائيّ للطفل، ومن هذه الطرق ما يأتي:[١]