قبل البدء بأي مشروعٍ يجبُ التأكُّد من مدى أمانه، ومعرفة المخاطر والخسائر التي يمكن تحمّلها في حال فشله، وهنا بالضبطِ تكمنُ أهميّة عمل دراسةِ جدوى للمشروع، فهي دراسةٌ لفكرتهِ قبل تطبيقِهِ على أرضِ الواقع، وبناءً على النّتيجةِ النهائيّة للدّراسةِ يتمُّ الحصول على قرارٍ حول المشروع إذا كان مُجدياً اقتصادياً، أو غير مُجدٍ ولا يوفّرُ أيّ عوائدٍ اقتصاديّة مُفيدة.
مفهوم دراسة الجدوى للمشروعتُعرف دراسةُ الجدوى بأنّها الدراسةُ التي يجب القيامَ بها قبل البدء بتنفيذِ المشروع بغض النّظر عن حجمه أو نوعه، وهي تعتمد بالنتيجةِ على الإجابة على سؤالين: الأول: هل يمكن تنفيذ المشروع، أي هل هو قابل للتنفيذ؟ فإذا كانت الإجابة (نعم) يتمّ الانتقال إلى السؤال الثاني والذي سيكون: كيف نقوم بالتّنفيذ، أي ما هي خطوات التّنفيذ بالتّفصيل؟ يُعرَف المشروع بأنّهُ مجموعةٌ من الأعمال أو الأنشطة التي تستهلك الموارد، بهدف الحصول على نتيجةٍ مُعيّنة.[١]
أهمية دراسة الجدوىإنّ لدراسةِ الجدوى أهميّةٌ لأيّ مشروعٍ اقتصاديّ، وتتلخّصُ أهميّتها بالنّقاط الآتية:[٢]
تسعى دراسةُ الجدوى إلى تحقيقِ مجموعةٍ من الأهداف، وهي:[٢]
تشملُ طريقة عمل دراسة جدوى لمشروعٍ على مجموعةٍ من الخطوات، وهي:
التفكير بإنشاء المشروعوتكون بتحديدُ كافّة الاحتياجات غير المُشبعة، أو المُشبعة بشكلٍ جُزئيّ في البيئة المُحيطة بالمشروع، فيجب تطبيقُ دراسةُ الحاجات غير المُشبعة عند فئة من النّاس يتمُ استهدافها من خلال المشروع؛ لأنّ الاعتماد في التّركيز على الحاجات المُشبعة قد يُؤدّي إلى فشل المشروع وعدم نجاحه في تحقيق أهدافه، ويجبُ أن تكونَ فكرة المشروع مُميّزة، وتختلفُ عن أفكار المشاريع الأُخرى، إذ لابدّ من الابتعاد عن محاولةِ تكرار أفكار المشاريع الأخرى الموجودة، لذلك، من المُهمّ البحثُ عن فكرةٍ لم يُفكّر بها أحدٌ سابقاً.[٣]
جمع البيانات الاقتصاديّةتُعرف البيانات الاقتصاديّة بأنّها بياناتٌ بسيطةٌ بطبيعتها ولا تُكلّف نفقاتٍ كبيرةٍ لجمعها، ولكنّها قد تتطلّبُ تحليلاً دقيقاً وتفصيليّاً للسّوق المُستهدَف، وقياس نسب العرض والطّلب، والمُنافسة الموجودة بين المشاريع الأُخرى. وتهدفُ هذه البيانات إلى التَأكُّدِ من عدم وجود مُشكلةٍ كبيرةٍ وجوهريّة تمنعُ تنفيذ المشروع على أرضِ الواقع.[٣]
تشملُ البيانات الاقتصاديّة مجموعةً من المعلومات الأساسيّة التي تُقدِّمُ الدّعم للمشروع، مثل:[٣]
هي المرحلةُ التي تهدفُ إلى توفير مجموعةٍ من البدائل التي من المُمكن استخدامها بدلاً عن البيانات المرفوضة، والتي يصعبُ تطبيقها لوجود عوائقَ اقتصاديّةٍ، أو ماليّة، أو استثماريّة، ويجبُ أن يكونَ كلّ بديلٍ بيانيّ مساوٍ بالقيمةِ النوعيّة للبيان الأصليّ، ولكنّه يختلفُ عنه في القيمة الماليّة، أو طريقة التّطبيق المُتّبعة في خطّةِ دراسة الجدوى الاقتصاديّة، ويجبُ أن يتمَّ الحرصُ على تقييم البدائل قبل وبعد تنفيذها للتَأكُّد من توافقها مع طبيعة المشروع، وتأديتها للمَهمةِ المطلوبة منها.[٣]
تطبيق نتائج دراسةِ الجدوىهي المرحلةُ الأخيرة في عمل دراسةِ الجدوى، والتي تُقرّر إذا ما كان المشروع يستحقّ التّنفيذ أم لا، وتحتوي هذه المرحلة البيانات والمعلومات النهائيّة الأكثر تفصيلاً، وتُطبَّقُ الخطواتِ الآتية:[٣]
عند عمل دراسة الجدوى للمشروع يجبُ عدم التَسرُّع بالقفزِ إلى التّنفيذ؛ لأنّ فشلَ المشروع بالدّراسةِ (على الورق) أسهلُ من فشلِهِ وهو قيدُ التّنفيذ؛ لأنّ الفشل ورقيّاً أقلُ تكلفةً ماديّة ويمكنُ تصحيحُ عيوبهِ بسهولة، ودراسةُ الجدوى موضوع كبيرٌ وعميق، وقد كُتِبَت كتبٌ ومؤلفاتٌ ومقالاتٌ عديدة عنها، والتي ساعدتْ العديد مِن المستثمريّن على المُباشرةِ في عملِ دراسة الجدوى الخاصّة بمشروعاتهم.
المراجع