الجنّ عالم غير عالم الإنسان وعالم الملائكة، ويوجد بينهم وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإدراك، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشّر، وهم يخالفون الإنسان في عدّة أمور، أهمّها أنّ أصل الجنّ مختلف عن أصل الإنسان.
وسمّو جنّاً لاجتنانهم، أي: استتارهم عن العيون، قال ابن عقيل: " إنّما سمّي الجن جنّاً لاجتنانهم واستتارهم عن العيون، ومنه سمّي الجنين جنيناً، وسمّي المجنّ مجناً لستره للمقاتل في الحرب ". وجاء في محكم التنزيل:" إنَّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم "، الأعراف/27. (1)
محتوياتهناك مجموعة من الأعراض التي من الممكن أن تظهر على الشّخص المصاب بمسّ الجنّ العاشق، وقد تختلط هذه الأعراض مع أعراض السّحر والعين، فيجب التأكد من الحالة في البداية، ومن أهمّ هذه الأعراض: (2)
إنّ الجنّ العاشق يعتبر من أشدّ أنواع الجنّ التي قد تسيطر على حياة الإنسان، والجنّ العاشق إذا ما كان ذكراً فإنّه عادةً ما يتسلط على أنثى، والعكس صحيح. ومن أهمّ الأسباب التي تسمح بحدوث مثل هذا الأمر عدم استعمال السّنة النبويّة في حياتنا الخاصّة، أي أنّ الشخص من الممكن أن يدخل إلى دورة المياه ولا يستعيذ بالله كما ورد في السّنة النبويّة، أو أن يغتسل الإنسان ويتعرّى دون أن يذكر الله، فيصبح جسده عارياً أماما أمام الشّيطان، فيتفرّس فيه الشّيطان ويعجب بجسده فيدخل فيه.
وكلّ سنّة من سنن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - مهما كانت بسيطةً إلا أنّ لها دوراً في تحصين المسلم، ووقايته، وحمايته، وزيادة أجره وقبوله من الله تعالى. والقاسم المشترك بين حالات الجنّ العاشق هو عدم التحصّن الكافي عند دخول دورات المياه، وإهمال أذكار الصّباح والمساء أيضاً. (3)
وإنّ الجنّ العاشق يمثل شكلاً من أشكال الألم المبرح لمن يدخل جسده، ذلك أنّه يحاول أن يحصل على أمور قيّمة من الطرف الآخر، فمنهم من يحرص على هتك العرض، ومنهم من تكون غايته تشويه صورة الفتاة، فكلما نظر إليها خاطب أو أحد ما وجدها منفرةً، ومنهم من يعمل على تعطيل حياة الإنسان، إلى غير ذلك من صور الاعتداءات التي من الممكن أن يسبّبها هذا النّوع من أنواع المسّ. (4)
علاج الجن العاشقهناك بعض الأمور التي يمكن للمسلم القيام بها لتحصين نفسه، وعلاج هذا النّوع من المسّ، ومنها:
(2)
(2)
على المسلم أن يوقن تمام اليقين بأن للجنّ طوائفاً كثيرةً كما البشر تماماً، فمنهم مؤمنون ومنهم كافرون، ومنهم من أصلح ومنهم من أفسد، ومنهم الشّياطين، ومنهم العفاريت، قال تعالى:" وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا "، الجن/14. وتفسير هذه الآية أنّ من الجنّ من هم خاضعون لله بالطاعة، ومنا الجائرون الظالمون الذين حادوا عن طريق الحقّ، فمن أسلم وخضع لله بالطاعة، فأولئك الذين قصدوا طريق الحقّ والصواب، واجتهدوا في اختياره فهداهم الله إليه، وأمّا الجائرون عن طريق الإسلام فكانوا وَقودًا لجهنّم.
وكذلك قوله تعالى:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ "، الأنعام/112.
ومن الممكن أن يتشكّل الجنّ للإنسان في عدّة أشكال، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلّم - يَقُولُ:" إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ، وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا تَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ، وَأَقِلُّوا الْخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَغَطُّوا الْجِرَارَ، وَأَكْفِئُوا الآنِيَةَ "، مسند أحمد.
(6) المراجع(1) بتصرّف عن كتاب عالم الجن والشياطين/ عمر بن سليمان الأشقر العتيبي/ مكتبة الفلاح- الكويت/ الطبعة الرابعة1984.
(2) بتصرّف عن فتوى رقم 144835/ هل ثمة ما يسمَّى " مس العشق " أو " سحر العشق " وما هي أعراضه وكيف علاجه ؟/ موقع الإسلام سؤال وجواب/ islamqa.info
(3) بتصرّف عن استشارة رقم 2114862/ كيف أتخلص من مس الجني العاشق؟ / موقع اسلام ويب/ islamweb.net
(4) بتصرّف عن استشارة رقم2160304/ هل المس العاشق يميت الإنسان؟ وما الحل؟/ موقع اسلام ويب/ islamweb.net
(5) بتصرّف عن فتوى رقم 258499/ علاج من تشعر بوجود سحر في البطن وإصابتها بالمس العاشق/ موقع اسلام ويب/ islamweb.net
(6) بتصرّف عن كتاب الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل/ علي بن نايف الشحود/ دار المعمور- ماليزيا/ الطبعة الأولى 2010.